تمدد الكون


منحت جائزة نوبل للفيزياء للعام 2011م لثلاثة علماء أمريكيين قاموا بدراسة العديد من النجوم المتفجرة (المستسعرة) بما يُعرف بالسوبرنوفا  (Supernova). وتوصلوا بعد دراسة مستفيضة إلى أن النجوم الأبعد تبدو وكأنها تتحرك بسرعة أكبر من غيرها مما يدل على أن الكون يتمدد وبتسارع لا هوادة فيه، وهذا التوسع ينذر إلى تجمد الكون مستقبلاً.


وهذا الاكتشاف ليس غريباً عنا نحن المسلمين، فقد أشار القرآن الكريم قبل أكثر من 14 قرناً من الزمن على أن بناء الكون ونشأته وتوسعه ومصيره المحتوم، والآيات الآتية تبين ذلك: 

يقول تعالى في كتابه العزيز: "أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي" (الأنبياء:30)
" والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" (الذاريات:47)
" ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين" (فصلت:11)
" يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلقٍ نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين" (الأنبياء:104)
" يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار" (ابراهيم: 48)

تلخص الآيات كيفية نشأة الكون ومراحل الرتق والفتق حيث انفجر الكون وتحول إلى غلالة من الدخان، خلقت منها الأرض والسماوات، ثم توسع الكون بعد انفجاره بشكل مستمر وفي النهاية سينطوي الكون على ذاته ويتكدس في جرم واحد ثم تتكرر العملية من الرتق والفتق حتى تتبدل الأرض غير الأرض والسماء غير السماء وهنا تنتهي مرحلة الحياة الدنيا وتستبدل بالآخرة.

إن المتدبر للقرآن وآياته يدرك بدون أدنى شك أن هذا ليس بكلام بشر وأنه من لدن عليم خبير.
وعندما خاض جهابذة العلماء في هذا البحث ارتكب بعضهم أخطاءً كبيرة، فالعالم اينشتاين والذي يعتد به الكثير، اعتقد في بداية الأمر أن الكون ثابت ونهائي ولكن ليس له حدود وقد أدخل تغييراً على بعض معادلاته ليثبت ثبات الكون، إلا أن هذا التغيير قاده إلى حقيقة أن الكون يتمدد وقد ندم ندماً شديداً على التغيير الذي قام به ثم عاد عنه.


وخلاصة القول في نشأة الكون وتمدده كما وردت في القرآن: 
* السماء بناء محكم التشييد دقيق التماسك والترابط.
* بُنِيَّت السماء بقوة وحكمه واقتدار، وهذا يدل على ضخامة الكون وإحكام صنعه وانضباط حركاته.
* الكون يتمدد ويتسع بشكل هائل وإذا استمر هذا الاتساع على هذا النسق فإن الكون سيتجمد.
* إثبات توسع الكون علمياً أدى إلى التصور بأننا إذا عدنا إلى الوراء مع الزمن فلا بُدَّ أن تلتقي المادة والطاقة في نقطة واحدة بانفجار عظيم؛ أي أن الكون مخلوق له بداية وكل ما له بداية لا بُدَّ أن يكون له نهاية في يوم من الأيام.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More